الثلاثاء، 19 أبريل 2016

الدليل الأول ؟؟ لإباحة الغناء والموسيقى


<b>عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى اله عليه وسلم دخل عليها أيام منى، وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بدُفين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى على وجهه الثوب (وفي رواية مستتر بثوبه) لا يأمرهنّ، ولا يناههنّ، فنهرهنّ (وفي رواية: فانتهرهما) أبوبكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه عن وجهه، فقال: "دعهن (وفي رواية: دعهما) يا أبا بكر فإنها أيام عيد" (حديث صحيح، أخرجه أحمد وابن راهويه، والنسائي وابن حبان والبخاري ومسلم وابن ماجه والبيهقي والطبراني وأبونعيم الاصبهاني وابن أبي الدنيا).
ندعنا نذكر الفوائد من هذا الحديث:
جواز غناء البنات. ههنا سيدات أو ابنتان تغنيان مع عائشة رضي الله عنها.
جواز سماع المرأة لغناء البنت أو المرأة. فهنا السيدة عائشة رضي الله عنها تسمع للجاريتين تغنيان.
جواز سماع الرجل للمرأة وهي تغني. فهذا النبي صلى الله عليه وسلم موجود في البيت ولا شك أنه يسمع رغم أنه لا ينظر ربما لخصوصية في وضع الجاريتين مع السيد عائشة. وكذلك أبوبكر استمع لهما بعد أن طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعهما، وهو متواجد في البيت، واستمرتا تغنيان.
اقرار النبي صلى الله عليه وسلم بمشروعية الاحتفال بالغناء من قبل البنات بدليل لفظ "دعهن يا أبا بكر فإنها أيام عيد"، فشرع الاحتفال بالمناسبات كما سيأتي في أدلة أخرى أو في العيد كما هو هنا.
رد من أنكر الاحتفال، فشرع لك النبي صلى الله علسه وسلم أن ترد على من لا يريد من الناس أن تحتفل في العيد. ومن ذلك كلام الخطباء بالجملة غير السوية: "ليس العيد باللبس الجديد ولكن العيد بتذكر يوم الوعيد" فهذا خلاف السنة. فالسنة اللبس الجديد، ويوم القيامة هو شعور ملازم للمسلم في كل وقت ولا يفزعه بالضرورة طوال الوقت. والاحتفال بالعيد سنة.
رد من أنكر على غناء المرأة، فالنبي صلى الله عليه وسلم صوب أبا بكر ولم يقره، بل حتى أبوبكر لم ينكر غناء المرأة لكنه استنكر الفعل في بيت النبوة. فجاز لك أن ترد على من ينكر على البنت تغني.
جواز السماح أو جلب المغنيات للبيت والأهل. لو أن شخصاً جاء ببنات يغنين في بيته لكان عمل بهذه السنة الكريمة التي تدخل البهجة والسرور على البيت والأهل خاصة في المناسبات السعيدة. وطبعاً هذه السنة لا يعمل بها المتنطعون!
جواز استخدام آلة موسيقية في البيت للغناء. هذه مسألة سيأتي شرحها لاحقاً، لكن يكفي الاتفاق على جواز استخدام الدف. فهذا الدف في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويعزف من قبل مغنية والسيدة عائشة وربما أبوبكر كذلك يسمعون كلهم. وهذه الآلة شرعت في مواضع كثيرة جداً في أحاديث أخرى متواترة، وهي هنا صريحة جداً بأنها عزف وغناء في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبحضوره وحضور زوجته الكريمة.
جواز استخدام أكثر من آلة في المجلس أو العزف. فالحديث نصه: "دفين" كما في هذه الرواية. والمعنى أن كل جارية منهما بيدها دف تعزف فيه.
الدف آله موسيقية معتبرة بدليل لفظ أبي بكر في رواية صحيحة كذلك: "مزمار الشيطان؟" (وهذه الرواية عند البخاري). فاعتبرها أبوبكر مثل أي عارف آله موسيقية. والمزمار آلة موسيقية ليست الدف بل هي من الآلآت النفخية كالناي والشبانة والكليرينت والساكسفون والكاوالا والمجوز والأرجول وهناك آلة لليوم تسمى المزمار. فقوله مزمار أي آلة. فدل الحديث على جواز الآلة كما سيأتي لاحقاً بإذن الله جواز آلآت أخرى.
خلل عقدي فيمن استشهد بكلام أبي بكر وترك عدم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم. تعريف السنة أنها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو إقرار. وتسمى سنة فعلية أو قولية أو تقريرية. فهنا دلالة واضحة على عدم إقرار كلام أبي بكر رضي الله عنه. بل رده وطلب منه تركهما؛ ففيه مؤشر بأن فعلهم (البنات الثلاثة: السيدة عائشة والجاريتان) صحيح ولا شيء فيه ولا هو من فعل الشيطان. ومعلوم أن كلام النبي صلى عليه وسلم مقدم على كل أحد بما في ذلك أبي بكر رضي الله عنه، لكن لاحظ الفكر غير السوي في هوس التحريم كيف يستدل بقول أبي بكر ويرد كلام نبيه صلى الله عليه وسلم. أدخل اليوتوب واسمع كلام ألف شيخ في هذا الاستدلال لتعلم الانحراف الفعلي في الخطاب الديني!
جواز التعبير بالبهجة من خلال الغناء والعزف. وهذا ما فعلته أمنا رضي الله عنها بجلب الجاريتين.
رد طعن من رأى أن هذا خاص بعائشة، كما حاول الشيخ راضي الحبيب في الكويت في رده على مقابلتي في قناة الوطن. فالسيدة عائشة أكرم وأعلم من كل علماء الدنيا اليوم بما فيهم الشيخ الحبيب. والإمام ابن حجر العسقلاني عندما ترجم لعائشة قال: "أعلم نساء الأرض إطلاقاً!". فلا اعتبار لهذا الكلام، وحتى لو افترضنا ذلك، والعياذ بالله، فالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا موجود.
إن هذا الحديث وحده، وسنأتي بإذن الله لذكر عشرات أخر، كاف من كون الغناء والعزف بالدف والسماع أقل ما يقال فيه الجواز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق