إنتشرت صفحات في الفايس بوك أذهلتني تحت عناوين شتى ضد الموسيقى حملة المعازف ... و العديد من الفيديوهات استخدمت الدجل بالفوتوشوب و الميكساج كنوع من الإيهام البصري و السمعي لتعتقد في أن الموسيقى من صناعة الشيطان الرجيم ووهي أحد أسلحة الغزو الثقافي التي يستخدمها الغرب كي ينشر ضلاله .... و تتواصل المهزلة وهذه الحرب فنجد الشيخ العريفي ينشد أبيات و يقرأ القرآن ليقول أن الموسيقى حرآآم وشاهدنا التشنيع الذيلحق أحد الدعاة الجدد حين ذكر أن الموسيقى لا إجماع فيها وفيها اختلاف فتم وصفه بالجهل و تتواصل المهزلة بعد فتوى للكلباني الذي قال بحل الموسيقى فلقي تهديدا و شتما بالفسق من علماء الوهابية مما جعله يغير فتواه قسرا وهناك العديد من الحوادث مررت بها شخصيا فبينما أنا في المقهى و رن هاتفي الجوال فقال الصديق اتق الله !!!! قلت لماذا ؟؟ قال تضع مزمور شيطان قلت ما البديل قال قرآن ... وإن كنت في المرحاض ؟؟ فبهت وهل القرآن أصبح رنة هاتفية ؟؟؟ وهناك حوادث في حفلات زفاف حول إستخدام آلات الموسيقية
أكل هذا الرعب اجتاح شيوخ النايل سات وأصبح يهدد الأمة و عنصر من عناصر هزيمتها من أجل صوت ناي أو عود ؟؟ أو عصافير أو أمطار أو أخشاب هل هو كلام بذئ أو صوت ضراط ؟؟ هل الله عز وجل يحارب الموسيقى و يلعن الأصوات الجميلة ويصب فيها الرصاص المذاب لسامع بيتهوفن أو أوركسترا البجع الروسية حسب الأحاديث المكذوبة عن رسول الله كل ذلك ومنذ صغري يراودني هذا السؤال لأني لم أكن أعلم الفقه و أصوله و المقاصد لكن في رحلة بحثي التي أردت أن تكون شفافة لا تكذب و لا تغطي الحقيقة و لا تقول نصفها وأنا متأكد أن تحريم الموسيقى قبل أن يكون مشكلة دينية هي مشكلة حضارية و يمكن أن نشاهد أن الملل التي تقطن في الدول الساحلية شمال إفريقيا و الأندلس .. تقول بالحل أما أهل البادية و الصحراء يقولون بالتحريم رغم أنه هناك العديد من الدلائل أن الموسيقى كانت رائجة في مكة و المدينة وأن أسرا من التابعين اشتغلوا بها
يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون (ت183هـ)، من كبار فقهاء المدينة ومحدثيها الثقات. قال ابن أبي خيثمة في تاريخه (#3399 ط. الفاروق): سَمِعْتُ يَحْيَى (بن معين) يقول: «كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته، وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة». والرجل كان في بيته: يسمع كما سمع ابن معين. ولو كانت جواريه يعلمن منه: النهي عن الضرب بالمعازف، لما فعلن في بيته ما لا يرضاه وهو يستقبل كبار العلماء. وسماع المعازف والألحان قد اشتهر به البيت الماجشوني بأسره. لذلك قال عنه الخليلي في الإرشاد: «هو و إخوته يرخصون في السماع، و هم في الحديث ثقات». وقال ابن عبد البر في الانتقاء (57): «وكان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال. قال: أحمد بن حنبل: قدم علينا ومعه من يغنيه». قلت: فلو صح في تحريم المعازف شيء، لأخبره بذلك علماء الحديث الذين رووا عنه كابن معين وغيره. وكذلك والده يعقوب بن دينار (ت120هـ)، وهو ابن أبي سلمة الماجشون، ثقة فقيه محدّث، قال عنه مصعب: «كان الماجشون أول من عَلّم الغناء من أهل المروءة بالمدينة». ويقول الخليلي في الإرشاد: «عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون (ت166هـ) مفتي أهل المدينة... يرى التسميع ويرخص في العود». وهو رجل ثقة فقيه ثبت، شهد له أشهب (تلميذ مالك) بأنه أفقه من مالك. بل هو شيء اشتهر به فقهاء أهل المدينة، حتى قال الذهبي: «أهل المدينة يترخصون في الغناء، وهم معروفون بالتسمع فيه». انظر التمهيد (10|151) وتاريخ دمشق (1|361) (59|419) ومعرفة علوم الحديث (ص251).
وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.
في ترجمة إسحاق النَّدِيم (11|118) ما مختصره: «الإمامُ، العلامةُ، الحافظ، ذو الفُنون، صاحبُ الموسِيقَى، والشعر الرائق، والتصانيف الأدبية، مع الفقه، واللغة، وأيامِ النَّاس، والبَصَرِ بالحديث، وعُلُوِّ المرتبة. ولم يُكْثر عنه الحفاظ، لاشتغاله عنهم بالدولة. وعنه: "بقيتُ دهراً من عُمُري أُغَلِّس كل يوم، إلى هُشَيْم، أو غيره من المحدثين، ثم أصيرُ إلى الكسائي، أو الفراء، أو ابن غَزالة، فأقرأُ عليه جُزْءاً من القرآن. ثم إلى أبي منصور زلزَل (الذي علّمه ضرب العود)، فيُضَاربُني طَرْقَيْن (نغمة عود) أو ثلاثة. ثم آتي عاتكةَ بنتَ شَهْدة فآخذُ منها صوتاً أو صوتين". كان ابن الأعرابي يصفُ إسحاق بـ: العلم والصدق والحفظ. وقال المأمون: "لولا شهرة إسحاق بالغناء؛ لوليته القضاء"». وترجم الصفدي في "أعيان العصر" (5|561) لـ: يحيى بن عبدالرحمن، نظام الدين الجعفري (ت 760هـ)، وقال عنه: «الشيخ، المحدث، الكاتب، الموجوّد، المحرر، الموسيقار... كان له عناية بالحديث... وكان موسيقاراً يتقن اللحون والأنغام».
وبعد هذه الأدلة يصرون الموسيقى فعل الفساق طاعنين في التابعين و الفقهاء
أما فقهيا يجب أن نضبط بعض المصطلحات الفقهية
1 الإجماع «هو اتفاق مجتهدي أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي» و الحكم الشرعي هو ( خطاب الله تعالى المتعلق بافعال المكلفين بالاقتضاء او التخيير او الوضع ) والقول أن الموسيقى مجمع على تحريمها يدخل ضمن الخيال الفقهي فلا إجماع إلا بالأحكام الثابته الصريحة من الكتآب و السنة كعدد الصلوات و تحريم الزنا ... أما أن نصف تحريم لا ينتهي إلى نص شرعي صريح صحيح فهذا من التهافت على التحريم فقلة علم شيوخ النايل السات بأصول الفقه تجعلهم يخلطون بين الإجماع و الرأي الشائع بل نجدهم يخلطون بين الغناء الذي كالقول حلاله حلال و حرامه حرام و المعازف وهذا من مظاهر فشلهم العلمي
2 القياس ( قياس فرع على أصل بجامع العلة بينهما) وقد جمعوا بين الموسيقى و الخمر و قالوا أن كليهما يحدث فيهم الإسترخاء والنشوة العقلية رغم هذا الرأي المضحك إلا أن الموسيقى صوت و الخمر مادة وهو إختلاف في الجنس بل وأن فعل الموسيقى في النفس البشرية من شعور بالصفاء و الإسترخاء أو العكس ملازم لكل الأصوات حتى القرآن عندما يتلى بأصوات كمزامير داود يشعرنا بنفس الإحساس هل تلاوة القرآن تجويدا مثل الخمر بحسب قياسكم الفاسد.
في هذه المسألة دائما تعترضني عقبات أولها مطالبة المحرم للموسيقى بدليل شرعي من الكتاب والسنة على حل الموسيقى لكن لست مطالبا شرعا بذلك لأثبت الحلال فلآ تحريم إلا بدليل شرعي من الكتاب والسنة صريح صحيح لكنني من باب الورع أنقل العديد من الأحاديث التي لا تقول بتحريم الموسيقى
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَال سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلَّا فَلَا فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَائِشَةَ *
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا و حَدَّثَنَاه يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِيهِ جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَبُو بَلْجٍ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَيُقَالُ ابْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ *
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكِ قَالَتْ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا مَكَانٌ كَانَ يَذْبَحُ فِيهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ لِصَنَمٍ قَالَتْ لَا قَالَ لِوَثَنٍ قَالَتْ لَا قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكِ *
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيَّ صَبِيحَةَ بُنِيَ بِي فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِدُفٍّ لَهُنَّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي الْغَدِ فَقَالَ دَعِي هَذِهِ وَقُولِي الَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ *
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ اسْمُهُ خَالِدٌ الْمَدَنِيُّ قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ يَتَغَنَّيَتَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولَانِ فِيمَا تَقُولَانِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولُوهُ مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ *18325 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه فَأَمْسَكَتْ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ *
25785 حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُسَيْنٍ قَالَ كَانَ يَوْمٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَلْعَبُونَ فَدَخَلْتُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعَ فِرَاشِي هَذَا وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ تَضْرِبَانِ بِالدُّفُوفِ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً بِالدُّفِّ فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولَاهُوكان عمر رضي الله عنه إذا استمع صوتا أنكره وسأل عنه ، فإن قيل عرس أو ختان أقـرّه . رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع وابن أبي شيبة .
وفي رواية البيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا سمع صوتا أو دُفّـاً قال : ما هذا ؟ فإن قالوا : عرس أو ختان صمت .
ففسّرت رواية البيهقي الصوت الذي يُنكره عمر رضي الله عنه ، وأنه صوت الدفّ
مع ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد استمع الى صوت الدف و اقره و لم ينهى عنه.
و مما سبق نجد ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم ينفى السماع الى الغناء او الدف
بل استمع فى مواضع الى اصوات الجوارى من غناء طيب حسن وإلا كان قد نهى عن الغناء و عزف الدف فى حينه .
لكن أستغرب من المخالف أنه يطالبني بما بعد السنة و يقول لي أريد أقوال صحابة كأنهم مشرعين من دون الله !!!
ثم ينهال صديقي بالعديد من النعوت التي لا أصل صحيح تعبر عن طبيعة نفسية تهوى إفساد الموجودات كالغناء رقية الزنا وهي مقولة للفاسق يزيد ابن معاوية وغيرها كالغناء قرآن الشيطان رقية الشيطان وربما هذا يخص الغناء الماجن الذي ظهر في العالم الإسلامي و سماه الإمام مالك فعل الفساق وهو التغبير أو التغيير لإختلاف في نسخ كلامه بين الباء و الياء و الراجح أنه التغيير لأنه ظهر في المدينة من يريد أن يغير سماع القرآن بغناء الجواري ليصد عن سبيل الله .
ثم ما يصح عن تحريم الموسيقى حديث في البخاري و آية و فعل تابعي أما البقية فهي باطلة و إنما صحح الألباني بعضها بشواهده وهي من عثرات الألباني كما أجمع علماء الحديث المعتبرين
وكان يصحح الباطل لكثرة الطرق فكثرة المحدثين لا يعني أن الأصل الباطل هو صحيح وخالف قول الإمام أحمد: «المنكر أبداً منكر»
وإتفقنا مع علماء الظاهرية الجدد على حديث واحد بخصوص تحريم الموسيقى وهو
ما ورد في البخاري في باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه =
وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثنا عطية بن قيس الكلابي: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ءوالله ما كذبنيء سمع النبي ر يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليه بسارحة لهم. يأتيهم يعني الفقير لحاجة، فيقولوا ارجع إلينا غداً. فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».
نقدنا للحديث يقول المزي في تهذيب الكمال فقال استشهد ل هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بحديث واحد وهو يرجح أن الحديث حوالة أي ليس على شرط البخاري
وذلك لعدة أسباب أهمها
انقطاع سند وقد اجتهد الحافظ ابن حجر لوصل الحديث ، ووصله بالفعل من تسع طرق ، و لكنها جميعاً تدور على راوٍ تكلم فيه عدد من الأئمة النقاد ، ألا و هو : هشام ابن عمار (النظر : تغليق التعليق – للحافظ ابن حجر : 5/17 – 22 ، تحقيق سعيد القزقي – طبع المكتب الإسلامي و دار عمار . ) وهو من روى أحاديث ضلت الأمة كسحر الرسول قال عنه الإمام أحمد : طياش خفيف إضافة أنه لايحدث إلا بأجر !!!
إضافة إلى أن ما يرجح أنه ليس على شرط البخاري الشك في إسم الصحابي واضطراب الحديث، و ضعف عطية بن قيس
وقد زل ابن حزم في المحلى حين اعتقد أن الحديث مقطوع مع العلم أن هشام ابن عمار من شيوخ البخاري و الراجح عندنا أن علة السند تكمن في عطية بن قيس فرغم صلاحه وفقهه إلا أن الصلاح لايكفي للتوثيق والغريب أن الطرق التي حدثت بهذا دون عطية إنها سلمت من إضطراب في السند ولم تذكر فيها للفظة المعازف رغم ضعف هذه الطرق أي أن و المعازف أضافها عطية سهوا لا عمدا فقد روي عن يحيى بن سعيد قال: «لم نر الصالحين في شيءٍ أكْذَبَ منهم في الحديث» وهو مذكور في م. ص مسلم وهذا لا يعني تعمدهم الكذب إنما إستسهالهم و قلة حسهم النقدي وكما قال مسلم معلِقا عن قول يحيى «يعني أنه يَجْري الكذبُ على لسانهم، ولا يتعمدونه» وقال الإمام النووي «لكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث، فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه. ويُروون الكذب، ولا يعلمون أنه كذب».
أما متن الحديث ومقصده إنما تحريم الخمر ولذلك سمى البخاري باب الحديث ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ولم يذكرتحريم المعازف لأن الرواة مجمعون على أن الوعيد مرتبط بالخمر لا المعازف وأقر العديد من أهل الحديث أن من قال أن من قال أنه يوجد حديث يحرم المعازف صريح الدلالة فهو كاذب وضاع فقد قال أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": «لم يصح في التحريم شيء». وقال ابن حزم في المحلى: «ولا يصح في هذا الباب شيء أبداً. وكل ما فيه موضوع».
ولو سلمنا ما قاله العلماء باطلا و أن الظاهرية الجديدة هي تمتلك من العلم ما يجعلنا لا نتحدث في الحديث فلنسلم جدلا أن الحديث صحيح لا غبار ولاشك في ألفاظه بل فلنقل متواترا وكل من خالفه كفر هل هل صريح الدلالة ؟؟؟ هل عبارة يستحلون كما يقول بعض جهلة اللغة أنها كانت محرمة و أصبحت حلآل فقد ذكر ابن العربي – لها معنيان : أحدهما : يعتقدون أن ذلك حلال ، والثاني : أن تكون مجازاً عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور ؛ إذ لو كان المقصود بالاستحلال : المعني الحقيقي ، لكان كفراً ، فإن استحلال الحرام المقطوع به يعني أن كل شارب للخمر و زاني كافر
وقد قال الشيخ العلامة القرضاوي "و لو سلمنا بدلالتها على الحرمة ، فهل يستفاد منها تحريم المجموع المذكور من الحر و الحرير و الخمر و المعازف ، أو كل فرد منها على حدة ؟ و الأول هو الراجح . فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من الناس : انغمسوا في الترف و الليالي الحمراء ، و شرب الخمور . فهم بين خمر نساء ، و لهو و غناء ، و خزّ و حرير . و لذا روي ابن ماجه هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بالفظ : « ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف و المعنيات ، يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم القردة و الخنازير » ، و كذلك رواه ابن حبان في صحيحه ، و البخاري في تاريخه .
وأن إستخراج الحكم الشرعي يضطرب وينزل للشاذ عندما يتعلق الحديث بالغيب المستقبلي ولو سلمنا بحكمه لأصبح كل من يسافر بالجو أو ينزل آلمطر بنترات آلفضة متشبها بالدجال الكافر
واستدلوا بآية في غير موضعها ( وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوِ الحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا أولَيكَ لَهمُ عَذَاب مهِين) لقمان (6)
وقد أبدع ابن حزم في رد قولهم أن لهو الحديث هو الغناء كما قال ابن مسعود
أولا هذا ليس حجة على تحريم الموسيقى بل تحريم الغناء
ثانيا أن الموسيقى ليست حديثا
ثالثا أن الغناء المحرم مرتبط بلاء الأجلية أي ليصد عن سبيل الله ماذا لو لم يصد عن سبيل الله و يورد ابن حزم مثالا ظريفا
« و لو أن امرأً اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ، و يتخذه هزواً ، لكان كافراً ! فهذا هو الذي ذم الله تعالى ، و ما ذم قط – عز و جل – من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه ، لا ليضل عن سبيل الله تعالى . فبطل تعلقهم بفول هؤلاء ، و كذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن ،أو بقراءة السنن ، أو بحديث يتحدث به ، أو بغناء ، أو بغير ذلك ، فهو فساق عاص لله تعالى ، و منلم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن » (المحلى لابن حزم : 9/60 ) .
رابعا أن ما نقل عن ابن مسعود فيه ضعف
و استدلوا بما روي نافع : أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع أصبعيه في أذنية ،و عدل راحلته عن الطريق ، و هو يقول : يا نافع أستمع ؟ فأقول : نعم ، فيمضي ، حتى قلت : لا . فرفع يده و عدل راحلته إلى الطريق ، و قال : « رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و آل و سلم ) يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا » .
وعلق العلامة القرضاوي عن ذلك و الحديث قال عنه أبو داود : حديث منكر .
و لو صح لكان حجة على المحرمين لا لهم ، فلو كان سماع المزمار حراماً ما أباح النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لا بن عمر سماعه ، و لو كان عند ابن عمر حراماً ما أباح لنافع سماعه ، و لأمر عليه السلام بمنع و تغيير هذا المنكر ، فإقرار النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لا بن الحلال .
و إنما تجنب – عليه السلام – سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا ، كتجنبه الأكل متكئاً ، و أن يبيت عنده دينار أو درهم . . . إلخ
أما بقية الأدلة فهي فاسدة سندا و متنا ولاحجة لمؤمن صادق بها و إن أردتم الإطلاع عليها يمكنكم قراءة كتاب الغناء و الموسيقى حلال أم حرام للدكتور محمد عمارة
ونعوذ بالله من الجهل المركب و اتباع الهوى فساد القلب
وأشكر العلامة القرضاوي و البوطي وتلميذه العلامة عدنان ابراهيم
ولا هادي إلا الله وهو أعلم و السلام عليكم
أكل هذا الرعب اجتاح شيوخ النايل سات وأصبح يهدد الأمة و عنصر من عناصر هزيمتها من أجل صوت ناي أو عود ؟؟ أو عصافير أو أمطار أو أخشاب هل هو كلام بذئ أو صوت ضراط ؟؟ هل الله عز وجل يحارب الموسيقى و يلعن الأصوات الجميلة ويصب فيها الرصاص المذاب لسامع بيتهوفن أو أوركسترا البجع الروسية حسب الأحاديث المكذوبة عن رسول الله كل ذلك ومنذ صغري يراودني هذا السؤال لأني لم أكن أعلم الفقه و أصوله و المقاصد لكن في رحلة بحثي التي أردت أن تكون شفافة لا تكذب و لا تغطي الحقيقة و لا تقول نصفها وأنا متأكد أن تحريم الموسيقى قبل أن يكون مشكلة دينية هي مشكلة حضارية و يمكن أن نشاهد أن الملل التي تقطن في الدول الساحلية شمال إفريقيا و الأندلس .. تقول بالحل أما أهل البادية و الصحراء يقولون بالتحريم رغم أنه هناك العديد من الدلائل أن الموسيقى كانت رائجة في مكة و المدينة وأن أسرا من التابعين اشتغلوا بها
يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون (ت183هـ)، من كبار فقهاء المدينة ومحدثيها الثقات. قال ابن أبي خيثمة في تاريخه (#3399 ط. الفاروق): سَمِعْتُ يَحْيَى (بن معين) يقول: «كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته، وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة». والرجل كان في بيته: يسمع كما سمع ابن معين. ولو كانت جواريه يعلمن منه: النهي عن الضرب بالمعازف، لما فعلن في بيته ما لا يرضاه وهو يستقبل كبار العلماء. وسماع المعازف والألحان قد اشتهر به البيت الماجشوني بأسره. لذلك قال عنه الخليلي في الإرشاد: «هو و إخوته يرخصون في السماع، و هم في الحديث ثقات». وقال ابن عبد البر في الانتقاء (57): «وكان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال. قال: أحمد بن حنبل: قدم علينا ومعه من يغنيه». قلت: فلو صح في تحريم المعازف شيء، لأخبره بذلك علماء الحديث الذين رووا عنه كابن معين وغيره. وكذلك والده يعقوب بن دينار (ت120هـ)، وهو ابن أبي سلمة الماجشون، ثقة فقيه محدّث، قال عنه مصعب: «كان الماجشون أول من عَلّم الغناء من أهل المروءة بالمدينة». ويقول الخليلي في الإرشاد: «عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون (ت166هـ) مفتي أهل المدينة... يرى التسميع ويرخص في العود». وهو رجل ثقة فقيه ثبت، شهد له أشهب (تلميذ مالك) بأنه أفقه من مالك. بل هو شيء اشتهر به فقهاء أهل المدينة، حتى قال الذهبي: «أهل المدينة يترخصون في الغناء، وهم معروفون بالتسمع فيه». انظر التمهيد (10|151) وتاريخ دمشق (1|361) (59|419) ومعرفة علوم الحديث (ص251).
وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.
في ترجمة إسحاق النَّدِيم (11|118) ما مختصره: «الإمامُ، العلامةُ، الحافظ، ذو الفُنون، صاحبُ الموسِيقَى، والشعر الرائق، والتصانيف الأدبية، مع الفقه، واللغة، وأيامِ النَّاس، والبَصَرِ بالحديث، وعُلُوِّ المرتبة. ولم يُكْثر عنه الحفاظ، لاشتغاله عنهم بالدولة. وعنه: "بقيتُ دهراً من عُمُري أُغَلِّس كل يوم، إلى هُشَيْم، أو غيره من المحدثين، ثم أصيرُ إلى الكسائي، أو الفراء، أو ابن غَزالة، فأقرأُ عليه جُزْءاً من القرآن. ثم إلى أبي منصور زلزَل (الذي علّمه ضرب العود)، فيُضَاربُني طَرْقَيْن (نغمة عود) أو ثلاثة. ثم آتي عاتكةَ بنتَ شَهْدة فآخذُ منها صوتاً أو صوتين". كان ابن الأعرابي يصفُ إسحاق بـ: العلم والصدق والحفظ. وقال المأمون: "لولا شهرة إسحاق بالغناء؛ لوليته القضاء"». وترجم الصفدي في "أعيان العصر" (5|561) لـ: يحيى بن عبدالرحمن، نظام الدين الجعفري (ت 760هـ)، وقال عنه: «الشيخ، المحدث، الكاتب، الموجوّد، المحرر، الموسيقار... كان له عناية بالحديث... وكان موسيقاراً يتقن اللحون والأنغام».
وبعد هذه الأدلة يصرون الموسيقى فعل الفساق طاعنين في التابعين و الفقهاء
أما فقهيا يجب أن نضبط بعض المصطلحات الفقهية
1 الإجماع «هو اتفاق مجتهدي أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي» و الحكم الشرعي هو ( خطاب الله تعالى المتعلق بافعال المكلفين بالاقتضاء او التخيير او الوضع ) والقول أن الموسيقى مجمع على تحريمها يدخل ضمن الخيال الفقهي فلا إجماع إلا بالأحكام الثابته الصريحة من الكتآب و السنة كعدد الصلوات و تحريم الزنا ... أما أن نصف تحريم لا ينتهي إلى نص شرعي صريح صحيح فهذا من التهافت على التحريم فقلة علم شيوخ النايل السات بأصول الفقه تجعلهم يخلطون بين الإجماع و الرأي الشائع بل نجدهم يخلطون بين الغناء الذي كالقول حلاله حلال و حرامه حرام و المعازف وهذا من مظاهر فشلهم العلمي
2 القياس ( قياس فرع على أصل بجامع العلة بينهما) وقد جمعوا بين الموسيقى و الخمر و قالوا أن كليهما يحدث فيهم الإسترخاء والنشوة العقلية رغم هذا الرأي المضحك إلا أن الموسيقى صوت و الخمر مادة وهو إختلاف في الجنس بل وأن فعل الموسيقى في النفس البشرية من شعور بالصفاء و الإسترخاء أو العكس ملازم لكل الأصوات حتى القرآن عندما يتلى بأصوات كمزامير داود يشعرنا بنفس الإحساس هل تلاوة القرآن تجويدا مثل الخمر بحسب قياسكم الفاسد.
في هذه المسألة دائما تعترضني عقبات أولها مطالبة المحرم للموسيقى بدليل شرعي من الكتاب والسنة على حل الموسيقى لكن لست مطالبا شرعا بذلك لأثبت الحلال فلآ تحريم إلا بدليل شرعي من الكتاب والسنة صريح صحيح لكنني من باب الورع أنقل العديد من الأحاديث التي لا تقول بتحريم الموسيقى
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَال سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلَّا فَلَا فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَائِشَةَ *
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا و حَدَّثَنَاه يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِيهِ جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَبُو بَلْجٍ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَيُقَالُ ابْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ *
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكِ قَالَتْ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا مَكَانٌ كَانَ يَذْبَحُ فِيهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ لِصَنَمٍ قَالَتْ لَا قَالَ لِوَثَنٍ قَالَتْ لَا قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكِ *
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيَّ صَبِيحَةَ بُنِيَ بِي فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِدُفٍّ لَهُنَّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي الْغَدِ فَقَالَ دَعِي هَذِهِ وَقُولِي الَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ *
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ اسْمُهُ خَالِدٌ الْمَدَنِيُّ قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ يَتَغَنَّيَتَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولَانِ فِيمَا تَقُولَانِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولُوهُ مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ *18325 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِي اللَّه تَعَالَى عَنْه فَأَمْسَكَتْ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ *
25785 حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُسَيْنٍ قَالَ كَانَ يَوْمٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَلْعَبُونَ فَدَخَلْتُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعَ فِرَاشِي هَذَا وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ تَضْرِبَانِ بِالدُّفُوفِ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً بِالدُّفِّ فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولَاهُوكان عمر رضي الله عنه إذا استمع صوتا أنكره وسأل عنه ، فإن قيل عرس أو ختان أقـرّه . رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع وابن أبي شيبة .
وفي رواية البيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا سمع صوتا أو دُفّـاً قال : ما هذا ؟ فإن قالوا : عرس أو ختان صمت .
ففسّرت رواية البيهقي الصوت الذي يُنكره عمر رضي الله عنه ، وأنه صوت الدفّ
مع ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد استمع الى صوت الدف و اقره و لم ينهى عنه.
و مما سبق نجد ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم ينفى السماع الى الغناء او الدف
بل استمع فى مواضع الى اصوات الجوارى من غناء طيب حسن وإلا كان قد نهى عن الغناء و عزف الدف فى حينه .
لكن أستغرب من المخالف أنه يطالبني بما بعد السنة و يقول لي أريد أقوال صحابة كأنهم مشرعين من دون الله !!!
ثم ينهال صديقي بالعديد من النعوت التي لا أصل صحيح تعبر عن طبيعة نفسية تهوى إفساد الموجودات كالغناء رقية الزنا وهي مقولة للفاسق يزيد ابن معاوية وغيرها كالغناء قرآن الشيطان رقية الشيطان وربما هذا يخص الغناء الماجن الذي ظهر في العالم الإسلامي و سماه الإمام مالك فعل الفساق وهو التغبير أو التغيير لإختلاف في نسخ كلامه بين الباء و الياء و الراجح أنه التغيير لأنه ظهر في المدينة من يريد أن يغير سماع القرآن بغناء الجواري ليصد عن سبيل الله .
ثم ما يصح عن تحريم الموسيقى حديث في البخاري و آية و فعل تابعي أما البقية فهي باطلة و إنما صحح الألباني بعضها بشواهده وهي من عثرات الألباني كما أجمع علماء الحديث المعتبرين
وكان يصحح الباطل لكثرة الطرق فكثرة المحدثين لا يعني أن الأصل الباطل هو صحيح وخالف قول الإمام أحمد: «المنكر أبداً منكر»
وإتفقنا مع علماء الظاهرية الجدد على حديث واحد بخصوص تحريم الموسيقى وهو
ما ورد في البخاري في باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه =
وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثنا عطية بن قيس الكلابي: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ءوالله ما كذبنيء سمع النبي ر يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليه بسارحة لهم. يأتيهم يعني الفقير لحاجة، فيقولوا ارجع إلينا غداً. فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».
نقدنا للحديث يقول المزي في تهذيب الكمال فقال استشهد ل هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بحديث واحد وهو يرجح أن الحديث حوالة أي ليس على شرط البخاري
وذلك لعدة أسباب أهمها
انقطاع سند وقد اجتهد الحافظ ابن حجر لوصل الحديث ، ووصله بالفعل من تسع طرق ، و لكنها جميعاً تدور على راوٍ تكلم فيه عدد من الأئمة النقاد ، ألا و هو : هشام ابن عمار (النظر : تغليق التعليق – للحافظ ابن حجر : 5/17 – 22 ، تحقيق سعيد القزقي – طبع المكتب الإسلامي و دار عمار . ) وهو من روى أحاديث ضلت الأمة كسحر الرسول قال عنه الإمام أحمد : طياش خفيف إضافة أنه لايحدث إلا بأجر !!!
إضافة إلى أن ما يرجح أنه ليس على شرط البخاري الشك في إسم الصحابي واضطراب الحديث، و ضعف عطية بن قيس
وقد زل ابن حزم في المحلى حين اعتقد أن الحديث مقطوع مع العلم أن هشام ابن عمار من شيوخ البخاري و الراجح عندنا أن علة السند تكمن في عطية بن قيس فرغم صلاحه وفقهه إلا أن الصلاح لايكفي للتوثيق والغريب أن الطرق التي حدثت بهذا دون عطية إنها سلمت من إضطراب في السند ولم تذكر فيها للفظة المعازف رغم ضعف هذه الطرق أي أن و المعازف أضافها عطية سهوا لا عمدا فقد روي عن يحيى بن سعيد قال: «لم نر الصالحين في شيءٍ أكْذَبَ منهم في الحديث» وهو مذكور في م. ص مسلم وهذا لا يعني تعمدهم الكذب إنما إستسهالهم و قلة حسهم النقدي وكما قال مسلم معلِقا عن قول يحيى «يعني أنه يَجْري الكذبُ على لسانهم، ولا يتعمدونه» وقال الإمام النووي «لكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث، فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه. ويُروون الكذب، ولا يعلمون أنه كذب».
أما متن الحديث ومقصده إنما تحريم الخمر ولذلك سمى البخاري باب الحديث ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ولم يذكرتحريم المعازف لأن الرواة مجمعون على أن الوعيد مرتبط بالخمر لا المعازف وأقر العديد من أهل الحديث أن من قال أن من قال أنه يوجد حديث يحرم المعازف صريح الدلالة فهو كاذب وضاع فقد قال أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": «لم يصح في التحريم شيء». وقال ابن حزم في المحلى: «ولا يصح في هذا الباب شيء أبداً. وكل ما فيه موضوع».
ولو سلمنا ما قاله العلماء باطلا و أن الظاهرية الجديدة هي تمتلك من العلم ما يجعلنا لا نتحدث في الحديث فلنسلم جدلا أن الحديث صحيح لا غبار ولاشك في ألفاظه بل فلنقل متواترا وكل من خالفه كفر هل هل صريح الدلالة ؟؟؟ هل عبارة يستحلون كما يقول بعض جهلة اللغة أنها كانت محرمة و أصبحت حلآل فقد ذكر ابن العربي – لها معنيان : أحدهما : يعتقدون أن ذلك حلال ، والثاني : أن تكون مجازاً عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور ؛ إذ لو كان المقصود بالاستحلال : المعني الحقيقي ، لكان كفراً ، فإن استحلال الحرام المقطوع به يعني أن كل شارب للخمر و زاني كافر
وقد قال الشيخ العلامة القرضاوي "و لو سلمنا بدلالتها على الحرمة ، فهل يستفاد منها تحريم المجموع المذكور من الحر و الحرير و الخمر و المعازف ، أو كل فرد منها على حدة ؟ و الأول هو الراجح . فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من الناس : انغمسوا في الترف و الليالي الحمراء ، و شرب الخمور . فهم بين خمر نساء ، و لهو و غناء ، و خزّ و حرير . و لذا روي ابن ماجه هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بالفظ : « ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف و المعنيات ، يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم القردة و الخنازير » ، و كذلك رواه ابن حبان في صحيحه ، و البخاري في تاريخه .
وأن إستخراج الحكم الشرعي يضطرب وينزل للشاذ عندما يتعلق الحديث بالغيب المستقبلي ولو سلمنا بحكمه لأصبح كل من يسافر بالجو أو ينزل آلمطر بنترات آلفضة متشبها بالدجال الكافر
واستدلوا بآية في غير موضعها ( وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوِ الحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا أولَيكَ لَهمُ عَذَاب مهِين) لقمان (6)
وقد أبدع ابن حزم في رد قولهم أن لهو الحديث هو الغناء كما قال ابن مسعود
أولا هذا ليس حجة على تحريم الموسيقى بل تحريم الغناء
ثانيا أن الموسيقى ليست حديثا
ثالثا أن الغناء المحرم مرتبط بلاء الأجلية أي ليصد عن سبيل الله ماذا لو لم يصد عن سبيل الله و يورد ابن حزم مثالا ظريفا
« و لو أن امرأً اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ، و يتخذه هزواً ، لكان كافراً ! فهذا هو الذي ذم الله تعالى ، و ما ذم قط – عز و جل – من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه ، لا ليضل عن سبيل الله تعالى . فبطل تعلقهم بفول هؤلاء ، و كذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن ،أو بقراءة السنن ، أو بحديث يتحدث به ، أو بغناء ، أو بغير ذلك ، فهو فساق عاص لله تعالى ، و منلم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن » (المحلى لابن حزم : 9/60 ) .
رابعا أن ما نقل عن ابن مسعود فيه ضعف
و استدلوا بما روي نافع : أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع أصبعيه في أذنية ،و عدل راحلته عن الطريق ، و هو يقول : يا نافع أستمع ؟ فأقول : نعم ، فيمضي ، حتى قلت : لا . فرفع يده و عدل راحلته إلى الطريق ، و قال : « رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و آل و سلم ) يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا » .
وعلق العلامة القرضاوي عن ذلك و الحديث قال عنه أبو داود : حديث منكر .
و لو صح لكان حجة على المحرمين لا لهم ، فلو كان سماع المزمار حراماً ما أباح النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لا بن عمر سماعه ، و لو كان عند ابن عمر حراماً ما أباح لنافع سماعه ، و لأمر عليه السلام بمنع و تغيير هذا المنكر ، فإقرار النبي ( صلي الله عليه و آل و سلم ) لا بن الحلال .
و إنما تجنب – عليه السلام – سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا ، كتجنبه الأكل متكئاً ، و أن يبيت عنده دينار أو درهم . . . إلخ
أما بقية الأدلة فهي فاسدة سندا و متنا ولاحجة لمؤمن صادق بها و إن أردتم الإطلاع عليها يمكنكم قراءة كتاب الغناء و الموسيقى حلال أم حرام للدكتور محمد عمارة
ونعوذ بالله من الجهل المركب و اتباع الهوى فساد القلب
وأشكر العلامة القرضاوي و البوطي وتلميذه العلامة عدنان ابراهيم
ولا هادي إلا الله وهو أعلم و السلام عليكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق