السبت، 23 أبريل 2016

المعازف والغناء في الكتب السماوية:


جميع الكتب السماوية السابقة تذكر الغناء جزءاً من تراث الشعوب، بل إن أكبر دلالة هي أن يكون اسم كتاب سماوي "المزامير"!! وهذا الكتاب بالذات ذكره الله في القرآن الكريم قائلاً: (وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) (النساء/163، الإسراء/55)، وقال: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء/105). وهذه الآية في "المزامير": (الصديقون يرثون الأرض) (المزمور 37 الآية 29). إن هذه الآية الزبورية مصدق عليها من القرآن الكريم. والزبور هو مزامير داود (Psalms)، وهكذا اسمه بالعربية، وهو الكتاب رقم 19 في الكتاب المقدس، ويحتوي علي 150 إصحاحاً كلها عبارة عن أغاني، وأشعار، وترانيم، ولذلك يغنونها من أمد في الكنائس وقبل الكنائس. وداود نبي من أنبياء الله عليه السلام، عُرف بذلك في تسبيحاته وترنيماته، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه عندما سمع صوته الجميل بالتلاوة: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير داود" (متفق عليه، وتقدم ذكره بالتفصيل). واستدلال بعض العلماء بأن المقصود هو صوت داود الجميل دليل ركيك وبارد، بل وفقدان للبلاغة في اللغة، والنبي صلى الله عليه وسلم أبلغ من ذلك، فهذه ركاكة، ولو أراد ذلك لقال: "لقد أوتيت صوتاً جميلاً كصوت داود"، وهل يعقل أن يقول "مزماراً من مزامير" ويريد حسن صوته؟! والمزامير جمع مزمار، وهو يقول "مزماراً من مزامير" أي واحداً من مجموعة المزامير التي كانت عند داود. والمزمار في الكتاب المقدس اسمه مزمور، والآلات الموسيقية ذكرت بكثرة في التوراة والأنجيل والزبور وصحف أيوب وموسى وميكا وحزقيال وإشعياء ودانيال وآخرين من الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام. وقد ذُكر الغناء في أكثر من ثلاثين موقعاً في هذه الكتب، وذكرت آلات موسيقية كالبوق (Trumpet)، والقرن (Horn)، والدف وهو بالعبرية توف (العربية دُف والعبرية تُف)، وذكر في الزبور والتوراة والكتب الأخرى أكثر من ست مرات، والتمبرين (tambourine) وهي آلة إيقاعية ذكرت أكثر من عشر مرات في التوراة والكتب المقدسة ومنها سفر التكوين أول الكتب السماوية نزولاً على موسى عليه السلام. وهناك مئات الأدلة من الكتب السماوية القديمة في وجود الموسيقى والغناء في حياة الأنبياء وشعوبهم وأتباعهم. وهذه المسألة ليست محل نقاش في التراث المسيحي واليهودي. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" (رواه البخاري وأحمد والحاكم وابن ماجه وغيرهم)، والمقصود اليهود والمسيحيين. وقد ورد استخدام الموسيقى والغناء فيهم بشكل متواتر يستحيل فيه توطأ الكذب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق